لماذا أبلغت إيران دولا بالمنطقة قبل هجومها على إسرائيل؟ محللون إيرانيون يجيبون

قال محللون إيرانيون إن طهران أبلغت واشنطن بالهجوم على إسرائيل السبت الماضي حتى لا تشتعل حرب إقليمية في المنطقة، وأنه سيكون منحصرا في الرد على العدوان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، ويتناسب معه.

وأضافوا -في مقابلات خاصة مع الجزيرة نت- أن الدعم القوي الذي يقدم لإسرائيل من الغرب ومن دول بالمنطقة يبقيها قوية ومستمرة، ويخدم أجندتها، وأن القانون الدولي يحتم على إيران أن تبلغ الدول التي ستمر منها المسيّرات نحو إسرائيل.

وكانت إيران شنت هجوما على إسرائيل السبت الماضي بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل نحو أسبوعين.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا. ووجه تحذيرا لإسرائيل بأنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان فإن إيران سترد عليه بهجوم مضاد.

الأهداف الإيرانية

وعند سؤال الجزيرة نت عددا من المحللين والخبراء في إيران عن تحقق الأهداف الإيرانية من الهجوم على إسرائيل، لخصها أولا مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان في النقاط التالية:

  • هذه الطريقة التي مارستها القيادة العسكرية الإيرانية حيال إسرائيل كانت مهمة جدا بالنسبة لتاريخ الصراع، وأوجدت قواعد جديدة له، وقضية التفوق العسكري الذي كانت تسوقه إسرائيل منذ أن نشأت حتى الآن سقطت، وإيران استطاعت أن تحقق الكثير من النصر على إسرائيل.
  • ما حدث أعطى رسائل مهمة، سواء للولايات المتحدة أو إسرائيل أو الدول الإقليمية أيضا، مفادها أن إيران قوة لا يمكن أن يستهان بها، لأن ما حدث مساء السبت الماضي أن سماء المنطقة كانت تعج بالمسيرات والصواريخ، فما تم تحقيقه استطاعت به إيران أن تغير قواعد الاشتباك.
  • ما تم تحقيقه كان مهما جدا بالنسبة لإيران داخليا، لأن هناك مطالبات جماهيرية بتحقيق مثل هذا الإنجاز، وهناك ارتياح كبير لدى كافة الأوساط الإيرانية الشعبية والرسمية والدينية، فكان من المهم بالنسبة لإيران أن تُظهر مثل هذه القوة.

سياسة عدم التصعيد

وعن محدودية الرد الإيراني، يرى حقيقت بور أن “إيران لا تنوي اليوم زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية بمنطقتنا، وكلما تمكنا من معاقبة العدو فإن ذلك سيقربنا من الهدف الأولي”، فقد أعلنا للعالم أننا لا نريد مواصلة العملية إلا في حال ارتكبت إسرائيل خطأ آخر.

وقال رويران إن إيران أرادت فقط الرد على اعتداء طال أرضها، وأنها لا ترغب في إشعال حرب بالمنطقة، و”ضمن هذه الرؤية أبلغت إيران الولايات المتحدة بأن ما ستقوم به هو رد يتناسب مع العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق”.

أما صدقيان فذهب إلى تفاصيل أكثر عندما قال إن الإيرانيين قالوا منذ البداية بشكل واضح إن هذه العملية لم تكن واسعة، وإنها محدودة ولها أهداف محددة، وبالتالي هذا العدد الهائل من المسيرات كان يشغل -من الناحية العسكرية- المضادات الأرضية والطائرات الإسرائيلية والقبة الحديدية وباقي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، “وبالتالي يبدو لي أن هناك إنجازا كبيرا قد تحقق، وأنا أعتقد أن آثاره ستظهر نتائجه مستقبلا”.

لا خسائر إسرائيليا

الرد الإيراني أثار استغرابا عند المتابعين والمحللين في المنطقة، خاصة مع إعلان إسرائيل عدم وجود أي خسائر نتيجة هذا الهجوم، وأن هذا الكم الكبير من المسيّرات سقط قبل الوصول إليها، لكن المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني تحدى أن “تسمح إسرائيل للصحفيين والمراسلين المستقلين بتفقد المراكز التي أعلنت إيران أنها استهدفتها، فإذا قبلوا بدخول الصحفيين المستقلين إلى تلك المراكز حينها يمكن القبول بأن مزاعمهم صحيحة، وأنا على ثقة من أنهم لن يسمحوا بذلك”.

أما الباحث السياسي رويران فيرى أن السردية المعلنة هنا مهمة جدا، وإسرائيل تحاول القول إن هذا الهجوم الواسع لم يؤد إلى نتيجة، “في حين أن الهجوم عليها هو في حد ذاته غير مسبوق، وكل المحاولات الإسرائيلية من أجل ثني إيران عن الرد لم تنفع”.

وأضاف “في تصوري، أن هذا الكلام يأتي ضمن التمويه الإعلامي الذي تمارسه إسرائيل، لأن إيران أولا أعلنت أنها لم تستهدف تجمعات إنسانية ولا مواقع اقتصادية، فقط استهدفت مواقع عسكرية، ونحن نعلم أن التصريح في إسرائيل عن إصابة هذه المواقع ممنوع أساسا. والكل يعرف أن مقص الرقيب العسكري يمنع نشر الكثير من المعلومات”.